ذات فجر شفيف من أوائل شهر فبراير من سنة 1970 دوى البيت البازِّي الميموني بصرخة طفل سماه والداه محمدا، ثم نشأ كما ينشأ الأطفال القرويون محاطا برعاية والديه وأجداده وإخوته.يلتحق بعد خمس سنوات بالكُتَّاب لتَعَلُّم الحروف وحفظ السوَّر القِصار.ثم بالمدرسة الابتدائية في القرية المجاورة المسماة "البُرَيْج"، ثم يعود إلى قريته لمتابعة تعليمه الابتدائي . في سنة 1982 يكون قد حصل على شهادة التعليم الابتدائي سمحت له بالذهاب إلى مدينة بيوكرى للدراسة الثانوية، من أجل ذلك قضى سبع سنوات متنقلا بين قريته وبيوكرى على متن الحافلة.
فى بيوكرى حصل على شهادة الباكالوريا بتميز بعد أن تعمقت علاقته بالأدب وظهر تفوقه الدراسي. وميله إلى الإبداع والكتابة.في نهاية سنة 1989 وضع عن قناعة تامة ملف تسجيله بكلية الآداب جامعة ابن زهر بأكادير، ليحصل بعد أربع سنوات على شهادة الإجازة سنة 1993 بميزة مشرفة. وجهه هذا الحماس العملي والعلمي إلى الرباط للتسجيل في قسم الدراسات العليا المعمقة ليحصل على شهادتها بعد سنة. ثم استدعي للالتحاق بالتكوين بالمدرسة العليا بمراكش، ليتخرج منها سنة 1995. ومن ثمة عُين للعمل بنواحي مدينة بتازرين أقاصي ورزازات. غير أن البعد لم يحل بينه وبين تحقيق طموحه المعرفي . في سنة 1999 ينال دبلوم الدراسات العليا في موضوع:" النص واستراتيجيات التأويل: مقاربة في خطاب التفسير" بميزة جيدة ، فيكبر تعلقه لتحقيق مشروعه العلمي فيظل مواظبا على البحث والسؤال المعرفي.
نال شهادة الدكتوراه في الثالث من يوليوز سنة 2006 في موضوع:"التأويلية العربية: تجليات التساند ومستويات انفتاح السياق" بميزة مشرف جدا. وحصل على شهادة التبريز في اللغة العربية في أوائل يوليوز سنة 2009. نال جائزة المغرب للكتاب في صنف الدراسات الأدبية والفنية سنة 2010. عن كتابه "التأويلية العربية، نحو نموذج تساندي في فهم النصوص والخطابات". ومنذ ذلك الوقت وهو يتنفس من رئة التأويل التقابلي. ويعمل على تطبيق منهاجيته وتجريبها على كل الألوان الأدبية.. وتبدأ مرحلة نشر مجموعة من المؤلفات الهامة في مجال النقد التأويلي، والدراسات التقابلية ، وفي المجال الأدبي والتربوي، أهمها:
تقابلات النص وبلاغة الخطاب، نحو تأويل تقابلي، الدار العربية للعلوم/بيروت، ومنشورات الاختلاف/ الجزائر، 2010.
العنوان في الثقافة العربية،التشكيل ومسارات التأويل، الدار العربية للعلوم/بيروت، ومنشورات الاختلاف/ الجزائر، ودار الأمان، 2011.
يواصل الكاتب المغربي محمد بازي رحلة الكتابة والتأليف مستلهما من البحر معاني العمق والامتداد والتحدي، ومن عمق التراث العربي معاني الاستمرارية وتخليد كل ما هو أصيل وإنساني وكوني، ومن تراث بلدته ما هو جميل ومفيد.أقيمت حول مشروعه المعرفي والتأويلي أيام دراسية وندوات وحوارات ، ونال شواهد اعتراف وتقدير كثيرة، وتم تكريمه في كثير من المحافل الأدبية والثقافية.
تنوعت أعمال الكاتب والباحث محمد بازي بين النقد والإبداع وعلوم التربية نذكر منها:
في الدراسات العلمية:
• التأويلية العربية، نحو نموذج تساندي في فهم النصوص والخطابات، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، ومنشورات الاختلاف، الجزائر، 2010 .
• تقابلات النص وبلاغة الخطاب، نحو تأويل تقابلي، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت. 2010 .
• العنوان في الثقافة العربية، التشكيل ومسارات التأويل، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، ودار الأمان، الرباط، 2012.
• نَظَريَّةُ التَّأْويلِ التَّقابُلي مُقَدِّماتٌ لِمَعْرِفَةٍ بَديلَةٍ بالنَّصِّ والخِطاب، منشورات ضفاف/ بيروت، ومنشورات الاختلاف/ الجزائر، ودار الأمان/ الرباط.2013.
وفي الثقافة الشعبية:
• الجوهر المكنون في كلام أولاد ميمون، منشورات جمعية أولاد ميمون للتنمية والتعاون، طباعة ونشر سوس/أكادير، 2010 .
• الإشراف على إعداد قصص للأطفال (8_12 سنة) مقتبسة من التراث الشفوي المحلي، ومراجعتها، تأليف غزلان العيادي، وزارة الثقافة المغربية، الرباط، 2013.
وفي الإبداع:
• أمواج الجنة، نصوص أدبية من النثر الشعري، منشورات وزارة الثقافة.سلسلة الكتاب الأول.الرباط، 2010 .
وفي علوم التربية:
• صناعة التدريس ورهانات التكوين، منشورات علوم التربية، مطبعة النجاح،
الدار البيضاء، 2010.
• وله في انتظار الطبع كتب منها:
• سيرة ذاتية بعنوان: رماد فوق جمر البحر، ألواني وبهجتي الغريبة.
• مَسْكْ اللَّيْل، ديوان زجلي.