هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
السلام عليكم زوار وأعضاء منتديات التأويلية العربية..الإعلانات أعلى وأسفل صفحة المنتدى لا تمت لإدارة المنتدى بصلة

 

 ما تَبَقَّى مِنَ الشَّمْس..

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد بازي
مشرف عام
مشرف عام
محمد بازي


عدد المساهمات : 32
تاريخ التسجيل : 24/08/2013

ما تَبَقَّى مِنَ الشَّمْس.. Empty
مُساهمةموضوع: ما تَبَقَّى مِنَ الشَّمْس..   ما تَبَقَّى مِنَ الشَّمْس.. Emptyالأحد أغسطس 25, 2013 4:24 am

ما تَبَقَّى مِنَ الشَّمْس..


يا قَمَرَ التوباتِ حاذي الآن خُيولك وهي تَعْبر بِك بحر  الدنيا ،لتلحقَك مُسْرجةً في بيادر الآخرة، وتأتيك خيل أخرى في الخيال كنت تركبُها..كَمْ احتال زورقُ الشَّهْوة كي يَدْخُل رماد الذُّنوب..كَمْ.. وفي كُلِّ يوم يَتَجَدد!هيهاتَ .. لم تكن ذُؤْبانُ القلب تَتردد!..ظل الشيطان يغني لغَنم الشهوات في دمي بمزمار الغواية ،يُدْلي كعادته على عَطشها حِبال أمانيه في البئر الخاوي الأبْرَدْ..إنِّي عَرَفْتُه..مثل حُلم مُزْعج يُدْخِل رأسَه في غَفْلَة القَلْب،ثم يَعْلِف حُبوبَ الحسنات من مخلاة الاقتراف..القلمُ مهماز الاعْتراف وهذا حِبْر الانجراف ينغمس في زجاجة الانكشاف حيث تُفَجِّرُ الذُّنوب عين النَّدم- من ثِقلها – جرى الهَمُّ حارقا ثُم تَجَمَّد..كيف أُجريه الآن بين شِعاب القلب وقد شاخ البدن..والعمر تَبَدَّد..!؟ لاهبةٌ هي أرضُ الذنوب ،كلما وطئتُها اشتعلت الخُطى ، وصارت بالعثرات تَتَمَدَّد،قد عامت في دمي الشهوات حوتةً من مرجان ...وهذه أجفاني تشهد..وكُلُّها الجوارحُ- ياحسرتي- تَشْهَد..أَنِّي طرقتُ باب الوَهْم -مِرارا - ولم أَتَرَدَّد ...كم عصَّبَتْ يدُ الشيطان عينَ القلب في السراب الأبعد.....أعمته في كل أمد، ثم تركته دون عكاز !..أخيرا عبرت الروح الهيمى بحر الاغترار،ثم رست مُتعبةً سفينة البدن..لها من الجُنْد ما جَنَّ ويدايَ واللسان ُ بالزَّلة قَدْ تَعَبَّد ..

***
عندما تفقدتُ شِباك أعمالي في شُبهات الموج.. في متاهات الروح توجعتْ رياح الذَّنْب ،
قرأتْ هائجة ً ألواحَ الروح السوداء المكتوبة بسُماقِ الطيش..ثم عادت مثل خيل مهزومة تعبر صحراء الندم...قال بحر الشكوك فيَّ : إنني أَعْترف...وقالت براري اليقين: لا أُخالِف ولا أخْتَلف...بين طحالِب العين طحا قلبك الذي لا يأتلف، ثم تراءت دنيا الحُسن تنسَلُّ إلى نهايتها ملعونةً مُهَرْوِلة...هي الروح تقرأ تفاصيل عبوري في عباب الأزل..حيث تعبر أنت الآن... مثلما عبرتُ.لقد انكتبتْ بمداد الأسْرار، و ستظل في بهجة معاني السحاب الأبيض المحبوك بخشوع الأولياء،  أراها تلبس كل معاطف المعنى اللَّدُني ...ثم تَترك الجسدَ المتعبَ المُفرد للتراب .
قال البياض : اِصْعد إلى ماشاء الله واسْعَد..اِصْعَد ..هذا بحري صافيا مُبْهِجا، والروح لا تنفك تمتد ..لهذا الملكوت البهي اختارك سيدي...في هذا المسك اللَّدُني النَّدي كتبتَ الشهادة يوما بِلِسانِك ويَدي..وظللتَ تكتُبها في روحك َ ودينُك مُحَمَّدي..
***
التوبةُ الآن شَريطٌ من نور ...والصَّدْر مَرعى للدُّعاء، ينتعل الشِّفاه إلى صفاء الصَّمد
خَيْلي القديمة المُتعبةُ تَلْعَنُ الطَّريق....إنها بدايات لصهيل آخر  يعبر حثيثا وادَ الطُّهر..
وفي الضفة الأخرى تَنْطَلقُ بِفُرْسان من نور..

***
يا الله ،بلِّغْني بَرْدا في حُبِّك،و حُبِّ مُحِبيكَ السالكين بحور الصَّفاء..
بَلِّغْني عينَ ماءٍ باردة ترقد أسفل الأرض،وتحضنني كأمي لتُبرِدَ حمأة النهار المُصَهَّد
بلِّغني جناتٍ تحتها الأنهار،ثم ملكوتَ التَّسبيح إلى منتهى الفردوس ، إلى جنة المأوى، ثم إليك..يا الله ،سقتني الدانية كل أكواب الخُسران،وعَرَّتني الكَذاَّبة من فِطرتي ثم كسَتني خَزَّ الكُفْران،قَلِقةً ظلت تنأى أخطبوطا في بَحْر خامِد، فَرِحَةً لازالت تُقْبِل أخطبوطا في كل لون جامِد. كم تَقَوَّى شبح الكَيِّ في بسمتي أنا الطفل!ثم نشرني- رَجُلاً -هذا الندم المُرُّ كَفَنًا من كتابَة ٍ وغَضَب. وأخيرا كَسَّرني على صوت ناي مُغتصَب..كيف غنيتُ مع الشيطان المارق في كل مساحة العمر الأبرد ؟!وكنتُ ..مجدافا لمركبٍ مكسور..يمخرُ الخسارات السُّفلى ولا يَصْعَدْ ..
***
لا أبرح شاطئ التوبة ربي، وبي رعشة التَّائبين...ليس القبر رِكابا، ولا الكَفَن نَصْلا، فلا تدَع شَبح الكَيِّ يقرب الجسد..وَسِّعْ له برحمتك هناك حَدَّ الأمد واجعل في الصَّفح بابا لقلب لم يَحْسُد...لكنه أعمى، قَسَمًا كان أعمى !ها خُفُّه في عراء الأيام مطروح مثل لُعاب حُنَين ،
و الرأس دَلْوٌ مقعور لم تَخِطْه أسرار الحِكْمة ولا إِبَرُ الواعظين..ظل حِذاءً للشَّهوات العابرة نهر شيطان عانَدني و في مسالك الرؤية انتشى-  هو العَدُو- ثُم عَرْبَد..إني أبسط دعائي على الجسد الآن أمام السؤال...ثبتني ربي على الشهادة ونور وَعْدها،لم تكن دنياي َ إلا سفينة للإبحار في يَمِّ الذنوب قد أبحرتُ فعرفتها وإن تنكرتْ في ثوب الرِّبح ...ففي الخُسْران عَرفتها ..
وإن كانت بعدي ستصدق القول عني ففي الكَذِب _ طويلا_ عَرفتُها
وستظل مع الآخِرين كما كانت مع الأولين..فليتني خالفتُها.. غير أني مقيم على بابك ربي...لا أبرح ظلَّك..السماء تنفتح بنور أراه ، آه ٍما أبهاه! يلج خُلجان القَلب الباردة ، ثم يكبر وقد قَرَّتْ الروح في حِياض النَّبي...لأصعدَ أريجا من المِسْك إلى مسالِكِ المَلَكوتِ بَهِيًّا.. ثم ارتفعتْ- كما رأيتُها- حمامة شَهادتي في الجِنان وعادت إلي مُبشِّرَة مثل البحر المسبِّح في ليلة مُقْمرة...
محمد بازي
2010
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عادل ضرضوري
مشرف عام
مشرف عام
عادل ضرضوري


عدد المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 22/08/2013

ما تَبَقَّى مِنَ الشَّمْس.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما تَبَقَّى مِنَ الشَّمْس..   ما تَبَقَّى مِنَ الشَّمْس.. Emptyالأحد أغسطس 25, 2013 4:50 am

                                                                                                 
    ما تَبَقَّى مِنَ الشَّمْس.. 1267111253


استمتعت بقراءة نصك أستاذي العزيز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ما تَبَقَّى مِنَ الشَّمْس..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: محفل الدكتور محمد بازي :: قطرات من مطر الذاكرة-
انتقل الى: