يمتد البحر بأشيائه إلى بحر يعرفه، إلى ماء منه، يروي حديثا أنت راويه . قال : آياتك تقرن مائي بضوء وأغنية إذ تنام في زحمة مائي .
لك في التيه وجه، يكبل المنسي، ومساحات في جسدك لا تعرفها .
قلت : أجد وجهي فيك ..ولا يسقط ..
قال : زَحْزِحْ السحاب وادفع براحتيك أغصانا تؤول بك إلى الرماد...تعشقك كل غيمة، وكل جناح ..كن نهرا لا يمتد إليه الليل، موجا يتلو بعضه، تُزبد الرؤى، تُكفنها النجوم، شامخا كالهرم أو جزيرة تحت الماء ..
قلت : جئت إليك على عكاكيز الكلام، والوجه نسج من غبار ..
قال وهو يحضن الشمس : يسكنك موج يُشبه ألواحي، قريبا لا يدنو، بعيدا لا يدنو ..تموت فيك الأشياء لتحيا في الكلمات ..محبسكَ بحجم امتدادك ..
قلت : من أخطائي صنعت مركبا، ومن الكلمات لأعوم فيك جنونا بحجم ماء وجهي في هيجانك وبحجم مائك في سكونك .
قال : امتزج بيَّ تتداوى، طُلَّ على غابات صدري تجد عرائسك تُغني ما بين الماء والماء، تجد وجهك الطفولي، يرسم بالبسمة غيمة حبلى .
قلت : دثرني، هارب أنا وخائف من وجوه لا تضحك ببرق ولا تبكي مطرا، وهْمٌ بلا ظل أنا وظل للعدم ..قال : لحافك لحافي، وحالاتك حالاتي ..جسد للجسد وسكن لسكن ..وأما الروح فتفلي رأس السماء عن معنى للأبد ..
قلت : كسِّر عُجمة الماء، دع كل ملحك أسفل الرياح..وجحفلا من حديد له في البر عباب ..
قال : أعرف كيف أدفن الشاطئ في الزبد، بسمتي تخيف الرجال، وهي للنساء سؤال .
قلت : أكون بحــــــــــــــــــــــرا، أكون أنت ....آن للوجه أن ينزع كحل العين لو أراد ..جناحا لطفل ربته الكآبة، ويطير شظايا بلا رماد ..آن له أن يمسح دمعة ضاحكة من وجه الدنى إذا أراد... تفنيت/ أكادير 1993