تِفْنيتْ *
توسَّدي البحر آمنة قبل أن تلعب البراري بأشرعة الإبحار، ويهجم موج البترول من هناك، وتُكتَب أساميك بحروف لاتينية ..
تنهش الجرافات رمالك،تجمع ما تبقّى في أضرحةِ موتاكِ وترميه في الزِّبال ..
سيهجم ليل الإسمنت، ويتقلص الشاطئ مثل قُرص خشبي تأكله النار، تتحول الكلمات دموعا في عين شاعرك العاشق .
تقترب الذئاب المهتزه الأذناب تمسح خرائط السواح العجزة، وقصائد النفط المطولة الهاربة من عفة عنترة والأفلام .
حينئذ يعود الموج حاملا خبر البكارة لضحكة السمسار، يبيع البحار خيوطه ويشتري ما رخص من سردين معلب ..
عندها يُؤدَّى عن رؤِيتك يا شمسا زرقاء ..عن لمس الرمال، عن المرور والسلام. ويُصبح البحار العجوز متسولا أو دليلا مُزيّفا للسياح أو ذاكرة واهنة ترو ي عن الخير الذي كان..
تكون علب الليل قد أرخت خيوطها على أذان الفجر ..ولا زبد إلا الذي يعلو الكؤوس..تتراخى الموجات بعيدا، مثل أفراس متعبة ولت من حرب، يكتم المرفأ العالي صهيلها، وتتبلد القوارب الباقية، تهيم في خواطرها تحت ظلمة النسيان ..
قد تنساك الحبال والشباك..لكن ستذكرك النوارس ما حلَّقت ..وما لاح في بحركِ الهادئ قمر عاشق مثلي أو شمس ولهى، لا تعرف أشعتها طريقا للقمر ..
ريثما تعود أو لا تعود يد الإنسان الأول .. وتُزهر صخورك قبل الربيع ..غنِّي معي كلماتك قبل أن تتحول إلى المآقي، ومن هناك ترحل إلى القلب على سفين من وجع الدموع..
تفنيت 14-6-2000